نشرة تربوية
خاصة بمعلمي
مادتي القرآن
الكريم والتربية الإسلامية
عبدالتواب عثمان
|
الخطوات المنهجية لتلقين مقطع قرآني
الآية 25 من سورة الفتح (أنموذجاً)
|
يستفاد
من الخطوات ذاتها في تدريس نصوص الحديث النبوي . ونصوص اللغة العربية . وأي
محفوظات
قال الله تعالى :
(هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ
مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ
لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ
لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً )
أهمية
معرفة وتمثل هذه الخطوات عند التلقين :-
السير في
تلقين المقطع القرآني وفق هذه الخطوات يمكن المتعلم من تشرب المقطع - محل الدراسة
- بشكل كافِ , وإدراك مكامنه وتحليل غوامضه , وبالتالي التحرز من الأخطاء الشائعة
في بعض كلماته التي تحتاج مزيداً من تركيز ,, مما ينتج قراءةً سليمةً للمقطع , قد
تقود المتعلم – إن استمر هذا المنهج- إلى الوصول للقراءة الماهرة بالقرآن الكريم
... وذلك هو عين المقصود من حصص التلقين ...
ولا
أبالغ _ إن قلت_ أن السير العشوائي في حصص التلقين .. بدون خطوات منهجية مركزة ..
يعد سبباً أساساً في فشو الألحان الجلية عند قراءة المتعلمين لمقاطع من كتاب الله
العزيز ..... وظهور الضعف الفادح في تلاواتهم , الذي يضعنا أمام مسؤلياتنا في الحد
منه ومحاصرته ....
مع
الخــــــــــــطــــــــــــــــوات
1/
القراءة النموذجية التجريدية :-
سميت
النموذجية لأنها الصورة الأساسية للبناء وما بعدها أثرٌ عنها . وسميت التجريدية
لأن المعلم يجرد الحروف حرفاً حرفاً فيها .
يقرأ
المعلم بتأنِ موجهاً الدارسين للاستماع بتركيز والنظر إلى فمه عندالقراءة , محركاً
شفاهه بحيوية ناظراً إلى الدارسين في مختلف جوانب وزوايا قاعة الدراسة, معيداّ من
الكلمات مايكثر اللحن فيه (في بنية الكلمة أو في تشكيلها) كاتباً لها بتشكيلها –
مستخدماً الألوان في الكتابة والتشكيل- على السبورة . مع عمل ملخص سبوري بها ( مما
يعني بداهةً ًالحرص على الأستخدام الأمثل للسبورة بشكل جميل ومرتب لا يشتت ذهن
الدارس) أثناء قراءته .. مثلاً يقرأ ويلقن بالشكل الآتي :
(هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ,, وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ
,, مَحِلَّهُ .. مَعْكُوفاً,, .. مَعْكُوفاً,, .. مَعْكُوفاً,, مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ ,, مَحِلَّهُ.. مَحِ,, مَحِ.. ,, مَحِلَّهُ.. ,, مَحِلَّهُ.. ,, مَحِلَّهُ.. وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ,, لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ ,, تَطَؤُو.. تَطَؤُوهُمْ ,, .. تَطَؤُوهُمْ .. تَطَؤُوهُمْ ,, فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ
بِغَيْرِ عِلْمٍ .. ,, فَتُصِيبَ.. با ..
با .. فَتُصِيبَكُم.. .. فَتُصِيبَكُم.. .. فَتُصِيبَكُم.. فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ .. مَّعَرَّةٌ.. .. مَّعَرَّةٌ.. .. مَّعَرَّةٌ.. مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ .. لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ
مَن يَشَاءُ.. .. لِيُدْخِ,, خِ,, خِ,, .. لِيُدْخِلَ,, .. لِيُدْخِلَ,, .. لِيُدْخِلَ,, .. لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ
مَن يَشَاءُ.. لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً
أَلِيماً ,, تَزَيَّ .. ,, تَزَيَّ .. ,, تَزَيَّ .. تَزَيَّلُوا.. .. تَزَيَّلُوا.. .. تَزَيَّلُوا.. .. لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً
أَلِيماً) مع ذكر أحكام التجويد عند قراءته وتلخيص أهمها في الملخص
السبوري....
2/
القراءة الترديدية :-
يقرأ
المعلم ويردد الدارسون الآيات .. مع استمرار التركيز على الكلمات والأشكال
المذكورة في المرحلة السابقة.. ويركز المعلم عند ترديد الدارسين الآيات على شفاههم
. مستخرجاً الدارس الذي يردد الكلمة بشكل خاطئ . موجها له لقراءتها . مع تصحيح خطئه
.
3/
القراءة الجماعية :-
يقرأ
الدارسون المقطع بشكل جماعي ( مع توجيههم لتجميل أصواتهم عند القراءة والحيوية
وعدم التماوت عند القراءة ) ودور المعلم في هذه المرحلة هو التركيز العام على
الدارسين . واستخراج اللحن عند القراءة . وتوجيه الدارس المعني بالإعادة للكلمة
المقصودة , أو الدارسون جميعاً – إن كان الخطأ عاماً)
4/
القراءة التنافسية:-
يقسم
المعلم القاعة الدراسية إلى مجموعتين . كل مجموعة تقرأ آية , وقد يقسم الدارسين
لمجموعات متعددة , عدد كل مجموعة ثلاثة او أربعة دارسين , وهذا أدق في تصحيح
الأخطاء , مع التعزيز للمجموعة المتمثلة للقراءة السليمة والصوت الجميل, وتوجيه
بعض المجموعات لتصحيح أخطاء البعض الآخر. مثلاً : يسأل المجموعة 1 . فيمَ أخطأت
المجموعة 4 ؟ وبعد إجابتهم , يسألهم : عن القراءة السليمة ويسمعها منهم , ثم يوجه
المجموعة 4 بالإعادة وفق ذلك ...
5/ قراءة
المقطع كاملاً بشكل فردي من قبل كل دارس نظراً:-
يكلف
المعلم الدارسين فرداً فرداً بقراءة المقطع كاملاً دون التزام بالدور ومكان جلوس الدارس بل وإيلاء
مؤخرة القاعة عنايةً أكبر ليظل كل دارس متوقعاً دوره في القراءة في أي لحظة ,
ويحرص المعلم في هذه المرحلة على تحفيز الدارسين لاكتشاف أخطاء بعضهم ( ضماناً
لبقائهم في أجواء الدرس وعدم الخروج عنها), بشكل حيوي ومعزز لهم .... مثلاً : يسأل
الدارس محمد ,, فيمَ أخطأ عبدالله؟ وعند الجواب يكرر إجابته بصوت مرتفع كتحفيز له
مثلاً . ثم يسأله عن القراءة الصحيحة وبعد سماعها منه يعود لعبدالله ليقرأ وفق
ذلك...ممايجدر ذكره أن التزام المعلم بوقت محدود للحصة قد لا يمكنه من استماع
المقطع كاملاً من كل دارس. وبالتالي فعليه الحرص على مشاركة كل دارس في القراءة بجزء
من المقطع , لاسيما ضعاف الدارسين...
6/
قراءة المقطع كاملاً من قبل كل دارس غيباً :-
لاتعدو
هذه المرحلة عن كونها تكراراً لسابقتها في الطريقة والضوابط . مع اختلافها أن
الدارس يقرأ المقطع غيباً .. مع مزيد حرص من المعلم أن يسمع المقطع كاملاً غيباً
من قبل كل دارس...
7/
تفسير المفردات واستجلاء المفاهيم وربط المقطع بالحياة العامة للدارسين :
في هذه
المرحلة يقوم المعلم بتوضيح معاني المفردات والتركيز على مايتطلب التركيز من معاني
الكلمات .. وتثبيت المعاني المذكورة في كتاب المنهج أولا , ومن ثم التوسع بعد ذلك.
وتحفيز الدارسين وتعزيزهم لفظياً ومادياً لاستخراج المفاهيم التربوية من الآيات ..
والتخطيط للهدف الوجداني عند التحضير الدرسي , وعمل ملخص سبوري بذلك .. مع ربط
المعرفة بالحياة والمجتمع وبناء القيم من خلال الآيات بالطرح والأسلوب الذي يناسب
الفئة العمرية للدارسين ...فلم يحوِ كتابٌ قط ماحواه القرآن المجيد من قيم التربية
والبناء السليم للحياة ,,,
مثلاً : من القيم الإنسانية في هذه الآية ... الحفاظ على حياة الإنسان
وصيانته من الإيذاء والاعتداء ,, هدف أساس في منهج الإسلام , بل هو أهم من أي امر
آخر ,, ولهذا لم يأذن الله لنبيه باقتحام مكة , مع قدرته على ذلك ,, حفاظاً على
حياة أناس أسلموا بها ولم يعلم المسلمون بأمرهم ,, وحفاظاً على حياة أهل مكة أيضاً
لإتاحة الفرصة لهم لإدراك عظمة وجمال الإسلام ,, وهو ماحدث بعد ذلك .. مما يرشدنا
إلى عظمة النفس الإنسانية عند الله,,, وهذا من شأنه أن يغرس في الدارس ثقافة السلم
وتعظيم حرمة النفس الإنسانية التي بناها الله تعالى ,,,
فــــــــنـــــــارا ت ,, لأخي : معلم
التربية الإسلامية
1/ لا تكن واعظاً , بل بانياً للمفاهيم بشكلِ
علمي , وابدأ بتثبيت مفاهيم المنهج .2/ تفعيل التاريخ الهجري رسالة ذات قيمة
تربوية لها دلالتها.
3/
إذا كانت المواد العلمية لاتخلو من قيم سلوكية, فكيف بمادة كالتربية
الإسلامية ؟ فاجعل التخطيط والتفعيل للقيم السلوكية محل العناية منك.
4/ أهمية الملخص السبوري تكمن في تثبيت مفاهيم المنهج بشكل بنائي .
5/ لتغيير نبرات الصوت وملامح الوجه (بمايقتضي محتوى الكلام) أهميةٌ بالغةٌ في
ترسيخ المعاني.
6/ لتحفيظ النص الحديثي مراحل منهجية علمية
تتشابه بشكل كبير مع مراحل تلقين المقطع القرآني المذكورة في هذه النشرة....
|
تعليقات
إرسال تعليق