التخطي إلى المحتوى الرئيسي

طرق تدريس وتصحيح الإملاء



أعلى النموذج
أسفل النموذج

ضعف الإملاء ، حرج العمر :  

إنّ مشكلة الضعف الإملائي مشكلة لطالما أقلقت المعلمين وأولياء الأمور وطبقة كبيرة من المثقفين، وما أسباب هذا القلق إلا لمعرفتهم بأهمية الإملاء. إن للإملاء منزلة كبيرة فهو من الأسس الهامة للتعبير الكتابي ، والضعف الإملائي يشوه الكتابة ويعيق الفهم ،  كما أن الأخطاء الإملائية تدعو إلى احتقار الكاتب وازدرائه ولم يسلم كثير من المثقفين وذوي الشهادات العليا من الضعف الإملائي الذي يسبب لهم حرجاً كبيراً ، ولقد علمت مؤخراً أن بعضهم يتجنب كتابة الكلمات التي فيها همزة متوسطة  أو متطرفة ويبحث فـي قاموسه عن كلمات رديفة تؤدي نفس المعنى لكن دون همزات.  إن الكتابة الصحيحة عامل مهم فـي التعليم وعنصر . أساسي من تكوين أي مثقف متمكن . ولذا فعلاج هذه المشكلة من أولويات المعلمين جميعاً ، لاسيما المعلم الأول معلم اللغة العربية.

أولا: الهدف من دروس الإملاء:-
1-تعويد المتعلمين على  الكتابة الصحيحة المنظمة السريعة للكلمات .
 
2- ربط عملية الكتابة بالفهم  أي بوظيفة اللغة الأساسية.
 
3- تزويد التلميذ بألوان من الثقافة من خلال نصوص الإملاء ومفاهيمها .
4-توضيح الصلة الوثيقة بين النحو و مبادئ الإملاء ، فكلاهما وسيلة لضبط اللغة
 
5- تعويد التلاميذ على  الخط ومهاراته وجمالياته من خلال الكتابة. 
 
6- الاستفادة من نص الإملاء في تحسين التعبير الشفوي والكتابي  .                                                                     7- إكساب المتعلمين عادات ومهارات من درس الإملاء ، منها  حسن الإصغاء ودقة الملاحظة ، والنظافة ، واستخدام علامات الترقيم ، وملاحظة الهوامش، وتقسيم الكلام إلى أفكار تعرض بفقرات مستقلة.

ثانياً : طرق تدريس الإملاء:-
يقوم المفهوم الجديد للإملاء على أساس التدريب ، بمعنى أننا نعلم الطالب كتابة الكلمات من خلال عرضها بصرياً ، وبالعمل اليدوي ، وباللفظ ، ثم بالكتابة وتسمى هذه الطريقة الجديدة ( الوقائية ) لأنها تقي الطالب من الخطأ أو من رؤيته وتقوم على المبدأ التالي : ( لا تطلب من الطفل كتابة كلمة لم تعرض عليه ، بل يجب أن يكون قد سمعها ورآها مكتوبة وتلفظ بها)) )
إن عملية الكتابة الإملائية تقوم على التذكر والاسترجاع ، أي استعادة ذكرى الكلمة بأربعة أشكال :-   
أ – التذكر السمعي : سماع الكلمة عدة مرات مع فهم مدلولها 
ب – التذكر البصري : رؤية الكلمة مكتوبة 
ج – التذكر  النطقي : التلفظ بها عدة مرات 
د – التذكر  الحركي : بكتابتها بالإصبع في الهواء أو برسمها بالقلم 
فالإملاء هو تذكر الكلمات من خلال السمع و البصر والنطق والرسم ، وبمقدار ما تعمق ذكريات الكلمات في أذهان تلاميذك يحسن إملاؤهم ويتم ذلك بأن :-  
يمهد المعلم لموضوع القطعة ،بعرض النماذج أو الصور أو الأسئلة..1-
2- عرض القطعة ،وقراءتها قراءة نموذجية .ثم قراءات فردية من التلاميذ .
طرح أسئلة في معنى القطعة للتأكد من فهم التلاميذ لأفكارها. 3-
.
4- يكتب المعلم الكلمة الصعبة على السبورة
5- يقرأ المعلم الكلمة للتذكر السمعي لها من قبل التلميذ..
6- تهجي الكلمات الصعبة التي في القطعة من قبل التلاميذ ،وكلمات مشابهة لها ويحسن تمييز هذه الكلمات إما بوضع خطوط تحتها وإما بكتابتها بلون مخالف، ويطلب من التلميذ قراءتها وتهجي حروفها، ثم يطالب غيره بتهجي كلمة أخرى مشابهة للأولى
 
7- يطلب المعلم من التلاميذ إخراج الكراسات ،وأدوات الكتابة ،ثم يملي عليهم القطعة الإملائية ليكتسبوا تذكر الكلمات الحركية. 8- قراءة المعلم القطعة مرة أخرى ليصلح التلاميذ ما وقعوا فيه من خطأ
9- جمع الدفاتر بطريقة منظمة و هادئة.
ثالثاً:  من أنواع الإملاء:-
 
1-الإملاء المنقول :ومعناه أن ينقل التلاميذ القطعة من الكتاب أو من سبورة إضافية بعد قراءتها وفهمها ،وتهجي بعض كلماتها شفويا ،وهذا النوع يناسب تلاميذ المرحلة التأسيسية 
 
2- الإملاء المنظور :ومعناه أن تعرض القطعة على التلاميذ لقراءتها وفهمها ،وهجاء بعض كلماتها،ثم تحجب عنهم ،وتملى عليهم بعد ذلك .وهذا النوع من الإملاء يناسب تلاميذ الصفين الرابع والخامس
 
3-الإملاء الاستماعي(غير المنظور): ومعناه أن يستمع التلاميذ إلى القطعة، وبعد مناقشتهم في معناها، وهجاء كلماتها ، أو كلمات مشابهة لما فيها من الكلمات الصعبة ، ثم تملى عليهم
 
4- الإملاء الاختباري : والغرض منه تقدير التلميذ ،وقياس قدرته ومدى تقدمه ؛ولهذا تملى عليهم القطعة بعد فهمها دون مساعدة له في الهجاء.

رابعاً :  خطوات  تدريس كل نوع من أنواع الإملاء:-
: الإملاء المنقول 1-
أ – مقدمة قصيرة تمهد فيها المعلم للدرس كما تمهد لأي درس لغة عربية 
ب – اعرض النص مكتوباً على السبورة بخط واضح غير مشكل 
ج – اقرأ النص ، وأتبع ذلك بقراءات من قبل التلاميذ
د – سل التلاميذ  أسئلة في معناه .
هـ – مرَّ على الكلمات التي تريد تثبيت طريقة كتابتها في أذهان التلاميذ فميزها بلون مخالف ، واطلب منهم تهجيها.
و– اطلب منهم أن يخرجوا الدفاتر والأدوات وأن يكتبوا التاريخ والعنوان
ز – أملِ عليهم الكلمات كلمة كلمة مشيراً إلى ما يحتاج التركيز منها
ح – عد إلى قراءة النص مرة أخرى ، وتأكد قبل الشروع بالقراءة الأخيرة أن التلاميذ انتهوا من الإملاء وأنهم كانوا يسيرون معاً في الكتابة 
ط – اجمع الدفاتر بالطريقة التي سنتكلم عليها لاحقاً لتصحيحها
2- الإملاء المنظور:
أ – اعرض القطعة مكتوبة على السبورة 
ب – اقرأها ، ثم كلف تلميذين بقراءتها
ج – ناقش معنى القطعة 
د – اعزل الكلمات الصعبة ، واكتبها في الجانب الأيسر للسبورة ، وناقش التلاميذ في تهجيها
ه – احجب القطعة ، واترك الكلمات الصعبة مكشوفة
و- أملِ القطعة عليهم جملة جملة ، لا تكرر الجملة أكثر من مرة واحدة إلا للضرورة ، وليكن إملاؤك واضحاً ، من غير أن تمد الحركات الإعرابية مداً طويلاً فتلتبس بحروف المد  
ز – توسط الصف ولا تمشِ كثيراً بين الطلاب ، ليصل صوتك إلى مختلف أطرافه ، ولكي لا يتبدل ارتفاعه في تبدل حركتك
: الإملاء غير المنظور 3-
أ – قدِّم للنص مقدمة مناسبة  
ب – اقرأ القطعة قراءة عرض للإلمام بفكرتها الرئيسة ومعناها  من غير أن يراها التلاميذ
ج – ناقش تلاميذك في المعنى 
د – اعرض الكلمات الصعبة على السبورة 
هـ – اطلب إليهم الاستعداد للكتابة وامْحُ الكلمات الصعبة  
و – أملِ عليهم كل جملة مرة واحدة فقط 
ز – اقرأ القطعة مرة نهائية بعد الانتهاء من إملائها 
ح – اجمع الدفاتر للتصحيح بحسب الطريقة التي سأشير إليها في هذه النشرة .
: الإملاء الاختباري 4-
طريقته هي طريقة الإملاء غير المنظور مع الإشارة إلى أن الكلمات الصعبة لا تكتب على السبورة ولا تناقش 
ويتقيد في تدريس  أنواع الإملاء كافة  بمراعاة علامات الترقيم ، وفي الإملاء غير المنظور يمليها المعلم كجزء من النص على أن يشير بيده إلى شكل العلامة وهو يلفظها حتى لا يتوهم  أن العلامة كلمة من نص الإملاء فقد يكتب التلميذ  الفاصلة ( فاصلة)

خامسا: ضوابط اختيار نص الإملاء  : :
 
أن يكون الموضوع مشوقاً للتلاميذ ، مختاراً  من خبرتهم مفيداً في تنميتها.  
. أن يكون مناسباً في طوله للوقت المخصص له ، ولمستوى الصف
. أن يكون بعيداً عن التكلف ، ولغته مستمدة من الحياة لا من الألفاظ المهجورة
. أن لا يحوي حالات إملائية عديدة مربكة للتلاميذ  
. أن يختار من نصوص القراءة ، ويحسن ذلك للصغار ، وقد يكون شعراً أو نثراً
سادساً : من  طرق  تصحيح الإملاء :
1- أن يصحح المدرس دفتر كل تلميذ أمامه ,ويشغل التلاميذ بعمل آخر كالقراءة 
وهذه الطريقة مجدية ؛ لأن التلميذ سيفهم الخطأ ، ولكن يؤخذ عليها أن باقي التلاميذ ربما انصرفوا عن العمل , وجنحوا إلى اللعب والعبث ؛لأن المعلم في شغل عنهم
2-أن يصحح المعلم الكراسات خارج الفصل ،بعيدا عن التلاميذ ، ويكتب لهم الصواب على أن يكلفهم بتكرار الصواب ،وهذه الطريقة هي الطريقة الشائعة ،وهي أقل فائدة من سابقتها ،ويؤخذ على هذه الطريقة أن الفترة بين خطأ التلميذ في الكتابة ومعرفته لهذا  الخطأ  قد تطول
3-أن يعرض المعلم على التلاميذ نموذجا للقطعة على أن يصحح كل تلميذ خطأه بالرجوع إلى هذا النموذج ،وهي طريقة جيدة تعود التلميذ على  الملاحظة والثقة بالنفس كما تعودهم الصدق والأمانة وتقدير المسؤولية ، والشجاعة في الاعتراف بالخطأ
4-أن يتبادل التلاميذ الدفاتر بطريقة منظمة فيصحح كل منهم أخطاء أحد زملائه
وفي الطريقتين الأخيرتين يجب على المدرس أن يجمع بينهما وبين طريقة التصحيح بنفسه ؛ليتأكد أن عمل التلميذ قد تم على الوجه المرضي ،دون إهمال أو تحامل أو محاباة.
5- تصحيح الإملاء من حيث نوع الدرس الإملائي :-
ليس الهدف من تصحيح الإملاء وضع الدرجات للتلاميذ ، وإنما الهدف الوقوف على مدى تقدم كل تلميذ ، وما ينقصه من مهارات  ، وما يحتاجه من معالجات ، والمبدأ التربوي السليم أن يقوِّمَ التلميذ هذه العملية بنفسه ، ولكنَّ حرصَ بعض التلاميذ على الظهور بمظهر الكمال قد  يدفعه إلى الغش ، لهذا تختلف طرق تصحيح الإملاء باختلاف نوعه
فالإملاء المنقول: يمكن تصحيحه في أثناء نقل التلاميذ للقطعة أو يصحح كل تلميذ على السبورة بإشراف المعلم
 
والإملاء المنظور : يمكن أن يصحح كل تلميذ دفتره أو يتبادله مع جاره البعيد تجنباً للغش أوالحركية الزائدة.
والإملاء غير المنظور : تجمع الدفاتر وتوزع من جديد عليهم ، يضع المصحح خطاً تحت كل خطأ ، ثم يكتب مجموع الأخطاء ، ويكتب اسمه إلى جانب الخطأ ، ليعرف المعلم  من هو التلميذ المصحِّح ويراجعه في إهماله أو مجاملته . ومن الجميل أن يستيقي المعلم  بعض الدفاتر- التي صحّحها التلاميذ لمزيد من التدقيق ووضع المعالجات  ، ويحسن من حين لآخر أن يتولى المعلم بنفسه تصحيح الدفاتر خارج الصف 
وأما الإملاء الاختباري:  فيصحح المعلم الدفاتر وحده بدقة وعناية ، ويرصد الحالات العامة الشائعة ، والأخطاء التي يقع فيها  كل التلميذ  ليدرب التلاميذ على تلافيها .


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنواع القراءة وطرق تدريسها

تنقسم طرق القراءة بشكل عام   إلى قسمين: 1-القراءة الصامتة : أن يقرأ القارئ دون إحداث أي صوت ، حتى الهمس ، وهذا أن يقرأ بفكره وعينيه ؛ مركزاً على الفهم الدقيق لما يقرأه ، ومن أهم أهدافها التدريب على ( السرعة والفهم ) 2 -القراءة الجهرية : أن يقرأ المتعلم بصوت مسموع وبنطق واضح صحيح ، وذلك لإكساب الطفل صحة النطق وسلامة الكلمات وإخراج الحروف من مخارجها والفهم وتمثيل المعنى ولتخطي مواقف الخجل والخوف من المواجهة ولكشف عيوب النطق وعلاجها القراءة الصامتة في الصفوف الأولية : هي أحد أهم المهارات التي يجب تدريب تلميذ الصف الأول عليها ولكننا نغفل كثيراً عن أهمية التدرج والممارسة لأي مهارة نريد أن نعلِّمها ، وللقراءة الصامتة عدة صور منها :   2- ربط الصورة بالكلمة المناسبة   3- قراءة بطاقات الكلمات والجمل ....الخ · 1- قراءة محتوى الصورة . القراءة النموذجية في الصفوف الأولية والأساسية : يظل المعلم دائماً في موقف الموجه لتلاميذه وهذا أمر هام خصوصاً في الصفوف الأولية ؛ والقراءة النموذجية سوف يحسن التلاميذ الإنصات لها والانتباه إذا ما جذبهم المعلم وبأسلوب مشوق لها و...

شرح ونماذج للأهداف السلوكية مجالات ومستويات

شروح ونماذج للأهداف السلوكية ومستوياتها   أولاً : الأهداف المعرفية ( Cognitive objectives ): هي مقاصد و أغراض تعليمية تتناول نمو وتطور الجانب المعرفي العقلي لعملية التعلم عند المتعلم , وتتحقق هذه الأهداف غالباً بنهاية الدرس أو الوحدة التدريسية ( UNIT ) هرم بلوم عام 1956 م: 1- مستوى التذكر )   The level of recall ): تذكر أو استدعاء ما تم تعلمه التلميذ سابقا . مثل تذكر حروف الهجاء ويتطلب هذا المستوى استحضار العقل وشحذ الذهن وتدريب الذاكرة على استرجاع المعلومات المطلوبة . وهو أيضا :   القدرة على تذكر واسترجاع وتكرار المعلومات دون تغيير يذكر . ويتضمن هذا المستوى الجوانب المعرفية التالية : - معرفة الحقائق المحددة. مثل معرفة أحداث محددة ، تواريخ معينة ، أشخاص ، خصائص - معرفة المصطلحات الفنية . مثل معرفة مدلولات الرموز اللفظية وغير اللفظية . - معرفة الاصطلاحات . مثل معرفة الاصطلاحات المتعارف عليها للتعامل مع الظواهر أو المعارف . - معرفة الاتجاهات والتسلسلات . مثل معرفة الاتجاهات الإسلامية في السنوات الأخيرة بالغرب . - معرفة التصنيفات والفئات -معرفة المع...

(الأنشطة الصفية)

( الأنشطة الصفية) منتدى شباب الأردن اولا : تعريف الانشطة الصفية : الانشطة الصفية : هي ممارسة عملية يقوم بها المعلم بمفرده او مع زملائه لمدة زمنية محددة داخل غرفة الصف لتحقيق هدف تربوي مرتبط بالمنهج وذلك تحت اشراف المعلم وتتمثل هذه الانشطة في : تمثيل الادوار ، حل المشكلات ، الاسئلة والاجوبة ، المشاهدة والاستماع ، التلخيصات ، الاستنتاج ، المناقشة والحوار الهدف العام من الانشطة الصفية : اكساب الطلاب الحد اللازم من الخبرات التطبيقية الضرورية لتحقيق اهداف المنهج ثانيا : اهمية الانشطة الصفية : نلاحظ في واقعنا التربوي اشكاليات عديدة تدفعنا لتفعيل الانشطة والاستفادة منها ، ومن هذه الاشكاليات : 1- فقر المناهج الدراسية في تلبية حاجات وميول الطلبة وتوسيع معارفهم 2- عجز الطلبة عن التعلم الذاتي ومعرفة مصادر المعرفة وطرق الحصول عليها والاتكال على المعلم 3- ملل الطلاب من المعلم في التزامه بأساليب غير متجددة في التدريس 4- سلبية الطلاب في عدم مشاركتهم في الحصة واكتفاؤه بالتلقي دون المشاركة في بناء المعرفة ما هو حل هذه الاشكاليات ولهذا فاننا بحاجة الى ازالة هذه الاشكاليات...